اكتشاف بئر نفطي جديد : بلدة لبنانية تطفو على بحر من النفط!

في عقار يملكه آل علامة في محلة الشكاير في وسط عدلون، لم يبق من أثر للبئر الاستكشافي الذي حفرته شركة ألمانية عام 1960 في محاولة للتنقيب عن النفط. بعد ثلاث سنوات من العمل، أعادت الشركة ردم ما حفرته كأن شيئاً لم يكن. أنهى الألمان عام 1963، مهمتهم لأن «كمية النفط المحتملة في جوف الأرض لا توازي تكاليف الحفر والاستخراج» كما قالوا للأهالي. غادروا حاملين معهم أحلام الاستثمار والثراء في البلدة المتواضعة. لكن رائحة النفط الممزوج بالوحل المستخرج من باطن الأرض لم تغادر معهم. بقيت تنبعث في الأجواء، لتثبت للأهالي بأن «مؤامرة ما أجبرت الألمان على إنهاء مهمتهم بالقوة لكي لا ننعم بالنفط وثرواته كالخليج والعدو الإسرائيلي». يوقن كثير من العدلونيين، ولا سيما من أكملوا دراساتهم في القطاعات العلمية، بأن بلدتهم «تطفو على بحر من النفط».
من دون سابق إنذار، حضر إلى عدلون عام 1960 شركة تدعى «بوشر وكفوري»، تشكل شراكة بين ألمان من عائلة بوشر ومتعهد لبناني من آل كفوري. لم يكن للبلدة الزراعية بلدية أو كيان منتظم، كما لم يكن لها طريق أو شبكة كهرباء. لكن الألمان كانوا قد أعدّوا دراسة وافية عنها واصطحبوا خرائط ودراسات أشارت إلى احتمال وجود نفط في أحد المواقع. قصد الفريق منزل خليل علامة مباشرة من دون مساعدة محلية وعرضوا على عائلته استئجار المنزل والأرض بغرض التنقيب عن النفط. أبرزوا ورقة اتفاق مع وزارة الموارد المائية والكهربائية. بحسب نجله حسين، وافق جده وأعمامه على العرض الألماني لكي يستفيد أبناء شقيقهم عبود المتوفي مادياً. فيما تماهى الأهالي مع حكايات الثراء الآتية من الخليج عبر أبناء المنطقة الذين سافروا للعمل، بعد الطفرة النفطية هناك….
